يشير الكاتب مَحۡمَد گوكطاش في مقاله أنه لا يكفي أن تقوم الدولة والحكومة بأعمال هي من شأن الشعوب و الأفراد، بل المتوقع والمنتظر منها أن نقوم بإجراء حقيقي وفعال وملموس، وذكر أيضاً التناقض في وجهات النظر بين الشعوب وحكوماتها في العديد من البلاد‥
إنني أطرح هذا السؤال لكي أتأكد مما يجب القيام به لأجل غَزَّة.
في الواقع، كان من المقرر طرح هذا السؤال في 28 تشرين الأول، في اليوم المعلن للتجمع من أجل غَزَّة، وكان من المقرر نشر مثل هذا المقال في ذلك اليوم.
لأن شعبنا طرح هذا السؤال يومها؛
"هل تنظيم المظاهرة واجب الحكومة والدولة أم واجب الشعب؟"
شخصياً، رغم أننا طرحنا هذا السؤال شفهياً فيما بيننا، إلا أننا لم نضعه كتابياً حتى لا يظن أحد أننا نحاول تحييد التجمع.
أيضاً، فكرة أن الحكومة بالطبع تعرف أشياء لا نعرفها، فقد تكون لضرورة إظهار القوة، خاصة ضد الدولة الإرهابية الصهيونية والولايات المتحدة وأتباعها حول البحر الأبيض المتوسط، وإظهار تكامل الدولة-الشعب. لذلك، لنقل لهذا التجمع "حسناً، لا مشكلة".
لكن، ليس من عمل الدولة ولا من عمل الحكومة الاعتراض أو الشكوى من الأوضاع الحالية. فلا يمكن للمتحدث الرسمي للحكومة أن يكتفي بالوقوف أمام الكاميرات في نهاية كل لقاء ليكرر ما أسمعه للناس باستمرار، ولا النقل نشرات الأخبار مرة أخرى.
بل يقع هذا الواجب على عاتق الشعب، مؤسسات المجتمع المدنية، وحسناً على الأقل لو صار، أيضاً على أحزاب المعارضة.
واجب الحكومة هو القيام بإجراء في هذه القضية، وتنفيذ أي شيء حقيقي، واتخاذ خطوات ملموسة. وواجب الشعب هو الضغط على الحكومة ودفعها للتقدم. ومع هذه الرياح التي تدفعهم، و بقوة الشرعية، تنتقل الحكومة من الأقوال إلى الأفعال.
وبالطبع، لا يمكن أن تكون لغة الشعب ولغة الدولة هي نفسها. وشعبنا يدرك ذلك ببصيرته وفراسته، فهو لا ينتقد السلطات لأنه لا يستخدم لغة قاسية مثله. لكن البتة، لن يقبل الشعب أبداً بحكومة تناقضه وعلى خلاف رأيه, بل سيقول لها ما سيقول.
في الواقع، فيما يتعلق بقضية غَزَّة، ينبغي طرح تناقض الدولة-الشعب في أوروپا والعالم خارج تُركيا.
ولم يبق بلد لا يدين دولة الإرهاب الصهيونية ولا يدعم غَزَّة. لكن كما قلنا، رغم وجود احتجاجات ضد المجزرة وإدانات الصهيونية ودعم غَزَّة كل يوم في كل البلاد، إلا أن دول وحكومات هذه البلاد تتخذ الاتجاه المعاكس أو تلتزم الصمت.
والمؤلم أكثر أن الإمپرياليين يستغلون بخبث شديد هذه المظاهرات في بلدانهم قائلين: "انظروا، هناك ديمقراطية في بلدنا، وهناك حرية لوجهات النظر المختلفة…".
حسناً، بهذا المعنى، هم على حق، فماذا نقول إذا نظرنا إلى ما يسمى بالدول الإسلامية، حيث لا يمكن القيام بمظاهرة واحدة ولاحتى رفع همسة.
ولكن مهما فعل أي شخص ما فعل, فهناك شيء واحد نعرفه، إن الله لن يضيع أعمال المقاومين المسلمين في غَزَّة.
(İLKHA)